[center][size=16]يوحنا المعمدان .. من شخصيات الكتاب المقدس ***
لا خلاف حوله، إذ كان يوحنا المعمدان متميزاً وفريداً.
فقد كان يلبس ملابس غريبة ويأكل طعاماً غريباً ويكرز برسالة غير عادية لليهود الذين ذهبوا إليه في البرية ليروه.
لم يهدف يوحنا إلى التميز من أجل التميز ذاته، بل بالعكس كان يهدف إلى الطاعة.
كان يعلم أن له دوراً خاصاً يلعبه في العالم وهو المناداة بمجيء المخلص، وقد شحذ كل طاقاته من أجل هذه المهمة.
ويخبرنا لوقا أن يوحنا كان في الصحراء حينما جاءته كلمات التوجيه من الله. وكان يوحنا ينتظر مستعداً.
إن الملاك الذي بشر زكريا بولادة يوحنا قد أوضح أن هذا الطفل سيكون نذيراً أي مفرزاً لخدمة الله.
وقد ظل يوحنا أميناً لهذا النذر.
لم يكن لهذا الرجل البادي الخشونة أية قوة أو جاه في النظام السياسي اليهودي إلا أنه كان يتحدث بسلطانٍ لا يقاوم.
وكانت كلماته تحرك الناس لأنه يتكلم بالحق، كان يحث الناس على ترك خطاياهم وكان يعمدهم كرمز لتوبتهم، وقد استجابوا له بالمئات.
وحتى عندما تزاحم الناس حوله كان يشير إلى أبعد من ذاته، غير ناسٍ أن دوره الأساسي هو المناداة بمجئ المخلص.
وكانت كلمات الحق التي حركت الكثيرين إلى التوبة تدفع الآخرين إلى الرفض والمقاومة.
وقد حث يوحنا الملك هيرودس على الاعتراف بخطيته. أما هيروديا التي تزوجها هيرودس مخالفاً للشريعة، فقررت أن تتخلص منه.
وبرغم أنها تمكنت من قتله إلا أنها لم تقدر أن توقف رسالته. فقد جاء المسيح الذي كان يوحنا ينادي به وبدأ خدمته، وأتم يوحنا إرساليته.
لقد أعطى الله لكل واحد فينا هدفاً يحيا لأجله، ويمكن أن نثق في الله ليرشدنا. ولم يكن لدى يوحنا الكتاب المقدس كاملا كما لدينا الآن.
إلا أنه ركز حياته على الحق الذي عرفه من أسفار العهد القديم المتاحة له. ويمكننا، بالمثل، أن نكتشف في كلمة الله الحقائق التي يريدنا هو أن نعرفها.
وعندما تعمل فينا هذه الحقائق سينجذب إليه آخرون.
إن الله يقدر أن يستخدمك على خلاف أي إنسان آخر.
أعلن لله استعدادك لأن تتبعه اليوم. [/size]
[/center]