أمصيا
" فأرسل أمصيا كاهن بيت إيل إلى يربعام ملك إسرائيل قائلاً :
قد فتن عليك عاموس فى وسط بيت إسرائيل "
(عا 7 : 10 (
مقدمة
تعد قصة أمصيا من أقدم القصص الكتابية التى تتحدث عما يطلق عليه " سلطان " الخادم أو " حقه " فى ممارسة الخدمة ، وقد جاءت صورة أمصيا ، من سوء حظه ، جنباً إلى جنب مع صورة عاموس ... وحسب الظاهر كان أمصيا الكاهن المعترف به رسمياً من الدولة ، فقد صدر به مرسوم من الملك يربعام الثانى ملك إسرائيل ، فهو الكاهن " الشرعى " حسب قوانين البلاد !! ..
ولم يكن عاموس سوى رجل يلبس ثياب الرعاة الخشنة ، ويحيا أبسط حياة ، بلا ثياب رسمية أو مظاهر فخمة يمكن أن تعطيه الحق فى الخدمة الدينية ، ... بل لعله أكثر من ذلك أخطأ - بحسب مفهوم أمصيا - إذ وهو من المملكة الجنوبية اقتحم الخدمة فى المملكة الشمالية ، وهذا لم يكن جائزا قانونياً !! ..
والسؤال الذى تطرحه قضية أمصيا هو سؤال " الشرعية " فى الخدمة ، ومن هو صاحب الحق فيها ، أهو أمصيا الكاهن الرسمى بأمر الدولة ونفوذها وسلطانها ، أم هو المقتحم الدخيل الآتى إليها من أرض يهوذا من الجنوب ؟ من اللازم أن ندرس لهذا كله قصة أمصيا ، إذ أنها القصة التى تكررت وماتزال تتكرر فى كل مراحل التاريخ حول " الشرعية " فى المفهوم البشرى ، و "الشرعية" فى مفهوم اللّه والحق الكتابى !! .. ومن ثم يحسن أن نرى القصة من الجوانب التالية :
[b][center]